قصة اختفاء جزيرة بأكملها حقيقة أم خيال

لطالما سمعنا وقرأنا العديد من التقارير ، أو شاهدنا البرامج التليفزيونية التي تتحدث ، عن جزر أسطورية تواجدت على سطح الكرة الأرضية ، بعضها كان حقيقي والآخر كان مجرد نسج ، من خيال أحد الأشخاص ، الذين أرادوا الشهرة بأنهم قد اكتشفوا أرضًا جديدة ، حتى أنهم قد رسموا لها خرائط من أذهانهم! ووصفوا معالمها ومواقعها بدقة بالغة ، أقرب إلى الحقيقة جعلت أغلب المستكشفين الجدد يبحثون عنها .

ولكن دون جدوى حتى تطورت التكنولوجيا وتطور البحث ، فاكتشف العلماء أن العديد من تلك الجزر ما هي ، إلا أساطير تداولها القدماء ، وهذه قصة أشهر الجزر الأسطورية عبر التاريخ .

جزيرة ثولي :
تعرف جزيرة ثولي بأنها جزيرة أسطورية ، أول من أقر باكتشافها هو كاتب يوناني الجنسية ، ويدعى بيثياس وكان ذلك في عام 320 قبل الميلاد ، وكان بيثياس قد قرر أن يسافر بطول ساحل البحر الأبيض المتوسط ، من اليونان متجهًا صوب الأراضي المتجمدة في أقصى الأرض ، وكان غرض بيثياس من رحلته ، هو الاستكشاف للأراضي الجديدة .

كما زعم هو من أجل تنشيط عملية التجارة مع السكان الأصليين ، لهذه الأراضي ، وخلال رحلته تلك اكتشف هناك جزيرة ثولي ، والتي ذكر عنها أنها توجد في منطقة ما وراء الكلت ، والتي يعتقد أنها ألمانيا أو الدانمارك أو السويد حاليًا ، وتلك الجزيرة ذات حجم أصغر من حجم جزيرة صقلية ، ويقطنها سكان يعرفون باسم الهيبربورينز وهم يطلقون على أنفسهم هذا الاسم .

نظرًا لوقوع منطقتهم في أبعد نقطة تهب عليها الرياح الشمالية ، ويعبد هؤلاء الإله أبولو ، وشيدوا بعض المعابد لهم ، وجميعهم يعبدون القمر ، وقد رسموا على جدران معابدهم ، نقوشًا ، توضح كيف أن الإله ينظر لهم من خلال القمر ذاته .

وقال بيثياس أن سكان المنطقة ، ذكروا في نقوشهم ورسومهم ، أن القمر يهبط إليهم على الأرض ، كل 19 عامًا يرقص ويغني ، ويشاركهم ليلهم حتى تتفتح الأزهار ويأتي الربيع .

وذكر بيثياس في وصفه للجزيرة أنها تقع على بعد 6 أيام بحرًا من السواحل البريطانية ، وهي جزيرة ضبابية شديدة البرودة ، ولم يقدم بيثياس وصفًا أدق من هذا ، لشرح مكان الجزيرة تحديدًا .

جرت بعد بيثياس عدة محاولات لرسم الجزيرة ، واكتشافها إلا أنه أحدًا لم يقدم وصفًا دقيقًا لها ، ووصفت خريطة كارتا ماريتا مكان الجزيرة بدقة ، ولكن المثير للاندهاش هو رسوم لوحوش خيالية وأسطورية ، حول مكان الجزيرة على الخريطة ، مما أثار التشكك بشأن الخريطة .

وفي النهاية لخص الباحثون أن محاولات رسم الجزيرة ، جعلتها واحدة من بين آلاف الجزر ، التي تذخر بها تلك المنطقة التي رسمت بها ، فقد تكون موجودة اليوم ، في اسكتلندا أو بريطانيا أو النرويج أو حتى السويد ، وقد تكون في النهاية دربًا من الخيال ليس إلا .

ولكن بعض المؤمنين بتلك الجزيرة ، وأنها موجودة حقًا ، قالوا بأنها من المستحيل أن تكون هي إحدى الجزر الموجودة حاليًا ، بسبب ما تم اكتشافه لدى بعض القبائل ، والحضارات الأوروبية القديمة ، والتي تنفرد كل منها بعادات وتقاليد ديانات وطقوس ونوازع مختلفة تمامًا عما تحدث بيثياس بشأنه ، ومن المستحيل أن تختفي أو تنثر حضارات بكل معابدها ومخطوطاتها ونقوشها ، هكذا فجأة وتمحى من التاريخ ، دون أن تترك خلفها أثرًا واحدًا ، يدلل على أنها كانت في هذا المكان ، في يوم من الأيام .