قصة طبق المسموطة العراقي

يعد طبق المسموطة من أشهر أطباق البصرة بأرض العراق ، وفي مدينة أهوار التي لها عمر حضاري وتاريخي هي من المدن المشهورة بصنع الزوارق ولها طريقتها في صيد الأسماك بالطرق التقليدية القديمة ، ولسكان بها طبيعة خاصة بهم فحين نتحدث عن السومريون وهم سكان العراق الأوائل نقول أن طبقهم الرئيس كان السمك ، وحتى أننا نجد ذلك مكتوب في نصوص ملحمة جلجامش ، أيضًا هنالك الكثير من النصوص القديمة تقول أن العراقيين القدماء كانوا يتناولون الأسماك كغذاء رئيس لهم .

وتعد المسموطة من الأكلات الشعبية العراقية التي استوطنت بجنوب العراق والتي اشتهر بها أهل البصرة والناصرية ، وهي تعود كما تقول الأساطير الشعبية لعهد السومريون الذين كانوا يجففون الأسماك ويحتفظون بالمأكولات حتى لا تفسد ويستخرجونها بموسم القحط والجوع ، وانسمط الشيء باللغة العربية بمعنى انطبخ ، بعد صيد الأسماك يتم شقها ثم يتم تمليحه بوضع الملح عليه ثم يتم تعليقه لمدة شهر ، وبدأ الناس في البصرة يتبعون هذا الموروث التاريخي الذي يربط بين الذاكرة والتاريخ فأصبح السمك اليابس والمخفف تراث .

أما القصة القديمة أن السومريون كان يعلقون كل شيء حتى جلود الحيوانات وفي أحد المرات انقطع حبل السمك فوقع على دهن الحيوانات وبعد فترة اشتموا رائحة طيبة وذاقوا الطعم فوجودا طيب ، واشتهرت تلك الأكلة منذ ذاك الوقت ومعناها انسمطت من الحر أي انطبخت من الحر .

لذلك هي عبارة عن سمك يابس يتم تجفيه بالملح ويترك لكي يجف على أشعة الشمس ثم يتم تنقيع السمكة بالماء الممزوج بالخل حتى تصبح السمكة طرية ، ثم يتم تغير الماء عليها حتى تقل نسبة الملوحة ثم توضع على النار مع الماء ومع البصل والثوم والبهار ، ويتم وضع اللحم المأخوذ من السمك مع الأرز ، وأصبحت الأكلة متوارثة بجنوب العراق حتى أصبحت الأكلة المفضلة في أيام الأعياد والمناسبات ويوم الجمعة ، وظلت الأكلة من أهم المورثات الشعبية من الحضارة السومرية التي سكنت بلاد العراق في عهود قبل الميلاد لقرون طويلة إلى اليوم شاهدة على تلك التاريخ العريق من الحضارة والإبداع ..