قصة الدكتور عبدالعزيز الخويطر

يعد الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن علي الخويطر اسم لامع بين الوزراء في بلادنا ، هو أيضًا كاتب وأديب وأكاديمي وكانت له مساهمات متميزة في عالم التدوين كتب في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والأدبية فكان رجلُ ذو علم وثقافة واسعة لقب بأبو المعارف لارتباطه بوزارة التربية والتعليم التي كانت تحت مسمى وزارة المعارف ، تبوأ الدكتور عبدالعزيز عددًا من المناصب القيادية والريادية وتولى عدة حقائب وزارية وختم حياته وزيرًا لشئون مجلس الوزراء .

ولد الدكتور عبدالعزيز الخويطر في مدينة عنيزة عام 1344هـ الموافق 1925م ، ودرس في مدارس المدينة المرحلة الابتدائية والمتوسطة ومنها انتقل لدراسة في المعهد العلمي بمكة المكرمة من أجل استكمال الدراسة الثانوية ، من بعدها التحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وحصل على شهادة الليسانس ثم سافر لإنجلترا لاستكمال دراسة التاريخ ونال درجة الدكتوراه من جامعة لندن في العام 1960م ، وكان أول سعودي يحصل على دكتوراه من قسم التاريخ .

بدأ الدكتور حياته المهنية كمدرس بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الملك سعود ، ثم تدرج في الوظائف وأصبح الأمين العام لمجلس الجامعة ، ثم عُين وكيل لشئون الأكاديمية حتى وصل لمنصب مدير الجامعة ، ثم بعدها انتقل ليكون رئيس لديوان المراقبة العام لمدة عامين ثم بعدها أصبح وزيرًا للصحة ، ثم وزيرًا للمعارف واستمر في منصبة طيلة واحد وعشرون عامًا .

تولي الدكتور عبدالعزيز مسئولية عدد من الوزارات بجانب منها وزارة المالية ووزارة الشئون الاجتماعية ووزارة التعليم العالي ، كذلك وزارة الزراعة وفي نهاية المطاف وزيرًا لشئون مجلس الوزراء ، عُرف عن الدكتور عبدالعزيز طوال حياته الدقة والنزاهة وكان الوزير الأكبر عمرًا وخدمة قال الملك فيصل رحمه الله عليه الخويطر ثروة وطنية فلا تفرطوا فيه .

عُرف عن الدكتور عبدالعزيز أنه كان يتمتع بالحكمة ونفاذ العقل وكان الجميع يحبونه ويقدمون له الاحترام ، عُرف عنه أيضًا أنه كان محبًا للخدمة العامة كانت فترة ولايته لوزارة التعليم بالفترة المثمرة ، كان من أهم انجازاته إدخال الرياضيات الحديثة بمناهج التعليم ، كما أنه عمل على تطوير مناهج التعليم جميعها وكان يساعد في تأهيل المعلمين ويقدم برامج الإبتعاث لجميع الكفاءات المهنية ، وسعى لتخفيض حصص المعلم في المرحلة الابتدائية ، واستحدث برامج لتأهيل المعلمين ، وأنشأ المراكز التكميلية لتخريج المعلمين .

المواقف الطريفة في حياته :
من المواقف الطريفة في حياته الدكتور موقف رواه الدكتور غازي القصيبي في كتابه حياتي مع الإدارة يقول أن الدكتور تولى وزارة المالية بجانب وزارة التعليم فكان في الصباح وزيرًا للتعليم وفي المساء وزيرًا للمالية ، في أحد المرات طُلب منه توقيع على جواب لاعتمادات مالية لتسير المشروعات بوزارة التعليم ، وفي المساء لما ذهب لوزارة المالية وقع على الجواب بالرفض وقال أن وزارة المالية ترى ما لايراه في وزارة المعارف .

كان الدكتور أحد كبار المثقفين الذين أخلصوا للتعليم وللبحث العلمي كان لديه القدرة على الكتابة الأدبية الرصينة تميز أسلوبه بحسن التراكيب والمفردات الفصيحة الواضحة ، كان يكتب جميع أبحاثه بأسلوب السهل الممتنع ، وكان التاريخ والتراث هو الاهتمام الأول له ، تخصص في فهم السنن الكونية وتعمق في دراسة وكشف أسرار التاريخ ونقله للأجيال الجديدة ، وجه صوب اهتمامه طوال حياته لشيئين هما المعلم والمنهج وكللت جميع جهوده بالنجاح .

تم إصدار الكادر الخاص بالمعلم حتى يضم الراتب الأساسي مع البدلات ليستفيد المعلم عند التقاعد وتم تطبيقه عام 1402هـ ، وعمل على أن الترقيات تكون مرتبطة بالتأهيل العلمي حتى يتنافس المعلمون في طلب العلم وتنامت بذلك أعداد الحاصلين على درجات علمية مرموقة في البلاد ، وبرغم حزمة في وزارة المالية ولكن كان كريمًا في الإنفاق على الجوانب الفكرية والتعليمية وكان يشجع أستاذة الجامعات بالمكافآت ورفع المكافآت على الكتب المدرسية وكتب الجامعة لـ20ألف ريال .

من أهم مؤلفاته كتاب أي بني يتكون من خمس مجلدات ، وهو كتاب أدبي رصين بمثابة موسوعة تراثية متكاملة ، والكتاب الأخر وسم على أديم الزمن سيرة ذاتية متعددة الأوجه ، وكتاب النساء رياحين عن دور المرأة الحقيقي وتأثيرها بالمجتمع ، وحقق كتاب الروض الزاهر عن سيرة حياة الملك الظاهر لمحيي الدين عبدالظاهر كانت أحد الكتب المميزة التي نال به درجة الدكتوراه ، وكان له عددًا من المقالات كتبها في مجلة العربية والفيصل ، كتاب أخر عن توحيد المملكة تحت عنوان يوم وملك كتبه عام 1998م .

وفاته :
توفى في يوم الأحد يوم 26 رجب لعام 1435هـ ، الموافق 25 مايو عام 2014م ، عن عمر يناهز 91 عامًا وتمت الصلاة عليه بمسجد الإمام محمد بعن عبدالوهاب بالرياض ودُفن في مقابر النسيم .